█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ تتمة حادثة الإِفك ...
ولما جاء الوحي ببراءة عائشة رضي الله عنها ، أمرَ رسولُ الله ﷺ بمن صرّح بالإفك ، فَحُدُّوا ثمانين ثمانين ، ولم يُحد الخبيث عبد الله بن أبي ، مع أنه رأس أهل الإفك ، فقيل: لأن الحدود تخفيفٌ عن أهلها وكفارة والخبيثُ ليس أهلاً لذلك ، وقد وَعَدَهُ الله بالعذاب العظيم في الآخرة ، فيكفيه ذلك عن الحد ، وقيل : بل كان يستوشي الحديث ويجمعه ويحكيه ويُخرجه في قوالب من لا يُنسب إليه ، وقيل : الحد لا يثبتُ إِلَّا بالإقرار أو ببينة ، وهو لم يُقر بالقذف ، ولا شهد به عليه أحد ، فإنه إنما كان يذكره بین أصحابه ، ولم يشهدوا عليه ، ولم يذكره بين المؤمنين ، وقيل : حد القذف حقُّ الآدمي ، لا يُستوفى إلا بمطالبته ، وإن قيل : إنه حق الله ، فلا بُدَّ مِن مطالبة المقذوف ، وعائشة لم تُطالب به ابن أبي ، وقيل : بل ترك حده لمصلحة هي أعظم من إقامته ، كما ترك قتله مع ظهور نفاقه ، وتكلمه بما يوجب قتله مراراً ، وهي تأليف قومه وعدم تنفيرهم عن الإسلام ، فإنه كان مطاعاً فيهم ، رئيساً عليهم ، فلم تؤمن إثارة الفتنة فى حده ، ولعله تُرك لهذه الوجوه كُلِّهَا ، فجلدَ مِسْطَحَ بن أثاثة ، وحسان بن ثابت ، وحَمْنَةً بنتَ جَحْشٍ ، وهؤلاء من المؤمنين الصادقين تطهيراً لهم وتكفيراً وتُرك عبد الله بن أبي إذاً ، فليس هو من أهل ذاك . ❝